من أكبر التحديات التى تواجه الأم تربية طفل سريع التوتر والقلق دائم الخوف ، حيث يصبح التعامل معه مرهقا لنفسية الأم دافعا لها للوصول إلى حافة الإنهيار ، حيث تعجز أغلب الوسائل التربوية التقليدية في التعامل مع مثل هذه النوعية من الأطفال سريعى التوتر والقلق .
لذلك سوف نتحدث عن أساليب التعامل مع الطفل الخائف لإمكانية التعبير عن خوفة ومن ثم علاجة:
وقبل الحديث عن هذة الوسائل نشير إلى أنها تعتمد على نقطتين :
١_تركيز الوالدين على تعليم الطفل كيفية التعبير بشكل صحيح ودقيق عن مشاعرة ومن ثم مخاوفة حيث سيساعدك ذلك فى التعرف بشكل سليم على ما يعانى منه، فهذة المهارات قائمة على تعليم الطفل كيفية التعبير عن نفسة ومخاوفة لإمكانية التغلب عليها .
٢_ إلتزام الهدوء والصبر فى التعامل مع الطفل وذلك حتى لا تتفاقم المشكلة وتصبح بلا علاج .
وسائل تعليم الطفل كيفية التعبير عن نفسة ومشاعرة:
أولا : نمذجة التعبيرات الشعورية
المقصود بنمذجة التعبيرات الشعورية هو إستخدام نماذج كلمات معينة للتعبير عن مشاعر محددة فى مواقف واضحة ويجب أن تكون هذة الكلمات قوية ومحددة وتعكس حقيقة المشاعر مثل (انا محبط ، أنا خائف، أنا منزعج ، )
ويمكنك أيضا إستخدام جمل واضحة لتوصيل المعنى مثل أنا فى غاية الإحباط لأنى حاولت إصلاح هذة اللعبة مرارا وتكرارا لكنها لم تعمل ، أو أنا قلقة من الإصابة بفيروس كورونا، فالطفل عندما يسمع أبوية يعبران عن أنفسهم بهذة الكلمات والجمل فيتعلم كيف يعبر عن خوفة ويفصح بة.
ثانيا :ربط المشاعر بالكلمات
هل تساءلت يوما كأم لماذا يلجأ طفلى إلى البكاء والصراخ والحركات العنيفة عندما يكون منزعجا ؟
الإجابة هى أن الطفل غالبا ما يعانى من حصيلة لغوية محدودة للتعبير عن نفسة وتتقلص هذة الحصيلة اللغوية عند مشاعر الغضب فلا يجد فى عقلة كلمات تعبر عن غضبة فليجأ إلى الوسائل الأخرى العنيفة ليعوض بها عجزة عن التعبير عن مشاعرة
ومن ثم يجب تعويد الطفل على ربط مشاعرة بكلمات تعبيرية محددة مثلا إذا بدأ طفلك بالصراخ بسبب طلب الحلوى فقولى لو أنت غاضب فأنت غاضب لأنك تريد الحلوى وأنا لم أعطيك
مثل هذه الجمل البسيطة تنمى عند الطفل ملكة تحويل مشاعرة الداخلية إلى كلمات مسموعة يستطيع الوالدين تفهمها والتعامل معها بل إن مثل هذا الأسلوب سيمكن الطفل لاحقا من تصحيح منظور الجدية لمشاعرة وخوفة.
فمثلا إذا قلت للطفل أنت تشعر بالخجل لأنك لم تؤدى واجبك المدرسي فسيكون ردة عليك هو أنا أشعر بالخوف لأن المعلم سيعاقبنى .
فى هذة المرحلة سيكون الطفل قد وصل إلى درجة متقدمة من القدرة على إختيار التعبيرات الأدق للتعبير عن ما يشعر به
ثالثا:ملاحظة مشاعر الآخرين
من الوسائل التربوية والتعليمية القيمة دائما هو التعليم من خلال الملاحظة والذى يمكن إستخدامه بشكل كبير في تنمية مهارات التعبير عند الطفل المتوتر وذلك بملاحظة ورصد التعبيرات الشعورية القوية التى يظهرها الآخرون
فإذا شاهدت مثلا طفلة تبكى فقومى بالتعبير سريعا هل ترى هذة الطفلة الصغيرة التى تبكى إنها تبكى لابد لأنها حزينة أتسأل انت ما الذى يحزنها
مثل هذا الطريقة لن تنمى فقط قدرة الطفل على التعبير عن نفسه بشكل صحيح لكنها أيضا ستزيد من تنمية الذكاء الوجدانى والعاطفى لدية وتجعلة أيضا أكثر قدرة على قراءة التعبيرات العاطفية للناس من حولة.
رابعا: لعبة التخمين
تبقى الألعاب وسيلة تعليمة هامة للصغار بل هى الوسيلة الأسرع لتنمية المهارات البدنية واللفظية .
لعبة تخمين المشاعر يمكن أن تقوم بها الأم مع أطفالها حتى أثناء قيامها بمهام المنزل المعتادة حيث أنها لاتتطلب تفرغا ولا تركيزا .
تقوم فكرة اللعبة على أن تتقمص الأم بوجهها تعبيرا معينا يدل على ( الغضب أو الدهشة أو الفرح أو الحزن )
وتطلب من الطفل أن يخمن هذا الشعور وأن يعبر عنة بالكلمات ثم يتم تبادل الأدوار بينهم
حيث تكمن أهمية اللعبة فى سببين :
الثانى :وهو يجعل الطفل يتعلم كيف يعبر بدنيا بشكل صحيح عن مشاعرة .
خامسا :قراءة الكتب والقصص ومشاهدة البرامج والتطبيقات
لا تقتصر وسائل تنمية قدرات الطفل الخائف على التعبير عن نفسة على الوسائل التى تقوم بها الأم بل يمكن الإستعانة أيضا بالوسائل التعليمية الأخرى مثل الكتب والقصص والمجلات المصورة حيث أنها تساعد بشكل كبير فى تعليم الطفل إكتشاف التعبيرات الإنسانية والربط بينها وبين الكلمات المعبرة .
فى النهاية نؤكد على أنة يجب على كل أم أن تعلم أن عملية تنمية مهارات التعبير عند الطفل الخارق أو المتوتر تحتاج الوقت والصبر وأن أفضل هذا الطرق هو دمج عملية تطوير المهارات اللغوية للطفل بالأنشطة اليومية الطبيعية لسرعة الإستيعاب والإجابة.